رزان المبارك في منتدى باريس للسلام 2020: يجب إيلاء مسألة حماية البيئة والمناخ نفس القدر من الاهتمام

خلال مشاركتها في منتدى باريس السنوي الثالث للسلام، حثت رزان المبارك الحكومات وقادة الأعمال في جميع أنحاء العالم على توسيع نطاق معنى "حماية البيئة" ليتجاوز مكافحة تغير المناخ، وذلك من خلال تمويل مبادرات الحفاظ على التنوع البيولوجي بالقدر ذاته.  

وفي إشارة إلى استراتيجيات التعافي من الجائحة، قالت السيدة رزان "تقوم الحكومات في جميع أنحاء العالم بمبادرات ضخمة من خلال ضخ الأموال في الاقتصاد".. "ما أدافع عنه أنا والعديد من الآخرين هو أن برامج التحفيز هذه يجب أن تتضمن خطة تعافي للطبيعة، بحيث لا تقلل من جهود البلدان على التقليل من الانبعاثات فقط بل تمنح أيضًا الطبيعة والتنوع البيولوجي الموارد التي تضمن بقائها وازدهارها". وفيما يتعلق بالقطاع الخاص، أكدت السيدة رزان على أهمية اتباع نهج مماثل في عالم الأعمال. 

 كما ذكرت أيضًا أنه: "يرجع تعريف الرمز "E" في الاختصار "ESG" (الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية) إلى وصف لتغير المناخ ويقتصر على ذلك في أغلب الأحيان، وليس إلى وصف الطبيعة الأشمل الذي يتضمن حماية الموائل والتنوع البيولوجي واستعادة النظم البيئية ".. "وهو الأمر الذي ما يدفع الكثير منا إلى توسيع نطاق معنى "البيئة" في إطار الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية".

وقد جمع منتدى باريس للسلام هذا العام 12000 مشارك من 151 دولة، بما في ذلك 60 رئيس دولة وحكومة، ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للتركيز على الاستجابة العالمية لما بعد جائحة كوفيد-19. 

تحدثت السيدة رزان خلال الفعالية التحضيرية بعنوان "التنوع البيولوجي في المركز: الحفاظ على الطبيعة وتجنب الأوبئة"، وهو الحدث الذي سيركز عليه المؤتمر الخامس عشر للأطراف (COP15) في اتفاقية التنوع البيولوجي المقرر انعقادها في مدينة كونمينغ الصينية. وقد تناولت المناقشة استراتيجيات الإدارة العالمية للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 التي سيتم تقديمها واعتمادها في تلك القمة.  حيث انضم إلى السيدة رزان كلا من: بيرانجير أبا، وزيرة الدولة للتنوع البيئي في فرنسا، والمسؤول عن التنوع البيولوجي؛ وإيزابيلا براتسي، مديرة الحماية العالمية في الصندوق العالمي للطبيعة في إيطاليا؛ بالإضافة إلى تشاو ينغمين نائب وزير البيئة الصيني؛ وكذلك آن لو مور، الرئيس المشارك لمنظمة  Chef’s 4 the Planet.

سعادة رزان المبارك تكتب مقدّمة مجلّد "قائمة مصوّرة لثدييات العالم"

 كتبت سعادة رزان المبارك الكلمة الأولى لإصدار 2020 من مجلّد "قائمة مصوّرة لثدييات العالم" وهو أشمل ملخَّص قائم بذاته عن التصنيف الحالي لتوزيع كل نوع معروف حاليًا من أنواع الثدييات.

 اشترك في هذا المجلّد، الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا لأخصائيي حماية الطبيعة، محررون من متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي ومن مؤسسة المحافظة على الحياة الطبيعية العالمية، ويضيف أكثر من ألف نوع اكتشفه العلم منذ الإصدار الأخير الذي نُشِرَ قبل 15 عامًا. 

 يعمل الإصدار الجديد على ترتيب وتصنيف الثدييات إلى 167 عائلة بإجمالي أكثر من 6,550 نوع. ويتضمن كل مدخل، بالإضافة إلى الاسم العلمي المُحَدَّث لكل نوع، الأسماء الشائعة باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، وتصنيف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. كما يصحب كل نوع رسم علمي بالألوان مقتبس من مجلدات سابقة، مع خريطة محَدَّثة توضح توزيع الأنواع.

 كتبت سعادة رزان المبارك في كلمتها: 

 "التنوع الحيوي مؤشِّر مهم على صحة هذا الكوكب الذي هو الكوكب الحي الوحيد المعروف في الكون. تُمثِّل الأنواع البديعة المعروفة باسم الثدييات والموضحة في هذه القائمة عنصرًا مهمًا في التنوع الحيوي للأرض، وتلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على المناطق الطبيعية التي نعرفها ونحبها. بدونها تتغير هذه النظم البيئية وتصبح عارية بل ويصيبها الهلاك مما سيكون له على الأرجح عواقب وخيمة علينا."

استبيان عالمي يكشف كيف تعطلت أنشطة الحفاظ على الطبيعة جراء جائحة كوفيد-19

أدت جائحة كوفيد-19 وما أعقبها من عمليات إغلاق إلى عرقلة أنشطة المحافظة على الأنواع بدرجة كبيرة في جميع أنحاء العالم وفقًا لاستبيان تم إجراءه على أكثر من 300 من العاملين في مجال الحفاظ على الطبيعة في 85 دولة. وقام بإجراء الاستبيان صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، الذي تشغل فيه سعادة رزان المبارك منصب العضو المنتدب والمؤسس للصندوق. 

وقد خلص الاستبيان إلى أن الجائحة قد أثرت على قدرة 83% من العاملين في حماية الطبيعة على القيام بالأعمال الميدانية الهامة، بينما ذكر 70% إلغاء أو تأجيل أنشطة الحفاظ على الطبيعة المخطط لها. 

ومن جانبها قالت سعادة رزان المبارك، العضو المنتدب المؤسس للصندوق: "في ظل انقراض ما يقدر بنحو 1,0000 نوع سنويًا، وهو معدل أسرع 1000 مرة من أي وقت آخر في التاريخ، ستمثل أعمال الحفاظ على الطبيعة في الميدان خط الدفاع الأول الحاسم ضد الانقراض". "وإذ تضررت الجهود المبذولة لمنع فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير خلال فترة الجائحة، أشار الاستبيان بوضوح إلى ضرورة تكاتف مجتمع الحفاظ على الطبيعة لوضع "خطة تعافي للطبيعة "حيث يتم منح مبادرات الحفاظ على الطبيعة الحافز المالي الضروري ليس فقط للتعافي ولكن لتحقيق الازدهار على المدى الطويل." 

كما خلص الاستبيان إلى ما يلي

  • كشف 40% من العاملين في مجال الحفاظ على الطبيعة أن الجائحة أثرت سلبًا على وظيفتهم أو حياتهم المهنية، حيث أفاد 22% منهم أن مؤسساتهم خططت لإلغاء بعض الوظائف.
  • ذكر 68% من المشاركين إن مؤسساتهم تأثرت سلبًا، حيث أفاد 57% منهم بأن مؤسساتهم تواجه صعوبات مالية. 
  • سلط العديد من العاملين في مجال الحفاظ على الطبيعة الضوء على تكبد مؤسساتهم لخسائر في الإيرادات جراء إغلاق المتنزهات وحدائق الحيوانات وحدائق الأحياء المائية، وتراجع السياحة البيئية، وانخفاض معدل تسجيل الطلاب في الدورات وتجارب العمل الميداني.
  • أعرب العديد من المشاركين عن قلقهم من أن الجائحة ستؤدي إلى زيادة الأخطار التي تهدد الأنواع والموائل الطبيعية، بما في ذلك زيادة الصيد الجائر بسبب انخفاض إنفاذ القانون وقلة السياح وزيادة اعتماد المجتمعات المحلية على الصيد بسبب التأثير الاقتصادي على سبل العيش. 

لمعرفة المزيد وتحميل نسخة من تقرير الاستبيان، قم بزيارة موقع صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية.