رزان خليفة المبارك: إلى أي مدى يمكن للشحن البحري الأخضر المساهمة في خفض الانبعاثات وتعزيز مكانة الدول النامية؟

قبيل اجتماع مؤتمر المنظمة البحرية الدولية المقرر انعقاده في لندن الأسبوع المقبل دعت  السيدة/ رزان خليفة المبارك في مقالها الافتتاحي بمنصة Context قطاع الشحن البحري إلى ضرورة العمل على خفض انبعاثات الكربون بشكل ملحوظ على مدى السنوات الخمس المقبلة مع إعطاء الأولوية إلى الانتقال إلى الوقود الأخضر الذي سيعود بالنفع على البلدان النامية وتوسيع نطاق المبادرات مثل استخدام السفن التي تعمل بوقود الهيدروجين وممرات الشحن البحري الخضراء الخالية من الانبعاثات.

تُمثل الانبعاثات الناتجة عن الشحن البحري حوالي 3% من الانبعاثات العالمية نظرًا لنقل أكثر من 90% من البضائع المتداولة دوليًا عن طريق البحر، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن سادس أكبر دولة في العالم. ويُعد خفض الانبعاثات في قطاع الشحن أمرًا بالغ الأهمية للحدّ من تغير المناخ وإبقائه عند مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأضافت قائلة:

"إنّ الدور المركزي للشحن البحري واعتماده على وقود شديد التلوث يؤثر تأثيرًا سلبيًا على كوكب الأرض. فمع توسع التجارة العالمية، من المتوقع أن ترتفع انبعاثات القطاع بشكل سريع بنسبة تصل إلى 250% بحلول عام 2050. ولا يمكننا أن ننتظر حدوث هذا الأمر لذا فقد حانت الفرصة للمنظمة البحرية الدولية للحد من ارتفاع انبعاثات الشحن والالتزام بالهدف المتمثل في عدم تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية".

وصرحت كذلك السيدة رزان المبارك قائلة "إن دعم الدول النامية في الانتقال إلى الشحن البحري الأخضر ينطوي على إمكانات هائلة، حيث تستكشف دول مثل كينيا وموريتانيا وجنوب إفريقيا مصادر الطاقة المتجددة، مما يخلق مسارًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر لتحقيق الشحن المستدام. كما أن التعاون بين الدول والشركات، مثل الشراكة القائمة بين شركة CMB في بلجيكا ومجموعة O&L Group في ناميبيا، يمثل نموذجًا لعملية انتقال شاملة وعادلة.

وأضافت قائلة:

"إن الانتقال العادل والشامل إلى الوقود الأخضر في قطاع الملاحة البحرية سيطلق العنان لمزايا لا تعد ولا تحصى للمجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم. فوفقًا لما ذكرته فرقة العمل المعنيّة بالانتقال العادل في القطاع البحري، قد يحتاج 800,000 بحار إلى التدريب بحلول منتصف عام 2030 للتعامل مع أنواع الوقود الأخضر اللازمة لتخليص قطاع الشحن من الكربون بحلول عام 2050. ومن خلال تعزيز النمو النظيف والمستدام، يمكن للمناطق النامية تحقيق مزايا اقتصادية واستقرار للجميع".

منصة Context هي عبارة عن منصة أخبار وتحليلات قامت بتدشينها مؤسسة تومسون رويترز في عام 2022 وهي تركز على ثلاثة من أهم القضايا التي تواجه الجنس البشري: وهي تغير المناخ، وأثر التكنولوجيا على المجتمع، والحاجة إلى اقتصادات أكثر شمولاً

.انقر هنا لقراءة المقال الافتتاحي الكامل لرزان المبارك على منصة Context.

رزان المبارك تدعو إلى اقتصاد صديق للبيئة

Razan Al Mubarak talks about Nature-Positive Economy with Manuel Pulgar-Vidal, Melanie Jamieson and Jennifer Tauli Corpuz  at London Climate Action Week.

خلال أسبوع لندن للعمل المناخي، دعت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لدى مؤتمر الأطراف COP28، إلى تبني اقتصاد صديق للبيئة ودعت الشركات إلى تكثيف جهود التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه وإدراج الحلول القائمة على الطبيعة في خططهم للتحول المناخي. وصرحت السيدة رزان المبارك خلال الفعالية الرئيسية "السباق مستمر نحو مستقبل خالٍ من الكربون وصديق للبيئة" التي افتتحت أسبوع لندن للعمل المناخي 2023 قائلة:

"إن بناء اقتصاد صديق للطبيعة أمر بديهي للحفاظ على التنوع البيولوجي والمناخ والصحة العامة والأمن الغذائي وتحقيق الأهداف والمصالح طويلة الأجل التي يسعى إليها قطاع الأعمال."

وبينما تعهدت معظم حكومات العالم باتخاذ إجراءات ملزمة قانونًا بشأن المناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لم تشكل معظم الخطوات التي اتخذتها الشركات الخاصة والحكومات الإقليمية والبلديات سوى خطوات تطوعية. وبصفتها رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ، تم تكليف السيدة رزان المبارك بزيادة هذه الأنواع من المساهمات التطوعية، ولا سيما أنه يتضح أن الإجراءات الحكومية وحدها لن تكفي لتجنب التغيرات الخطيرة في المناخ.

وفي نهاية هذا العام، من المتوقع أن يُظهر التقييم العالمي - وهو تقييم رسمي لكيفية تنفيذ العالم لاتفاق باريس - عدم اتخاذ البلدان لإجراءات كافية لتحقيق الهدف المتمثل في الحد من الاحترار الناتج عن النشاط البشري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. إن الأنشطة البشرية تدمر الطبيعة بمعدل غير مسبوق، حيث إن فقدان التنوع البيولوجي يكبد الاقتصاد العالمي بالفعل 10٪ من إنتاجه السنوي.

وفي هذا السياق قالت سعادة رزان المبارك التي تشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة:

"نعلم يقينًا صعوبة تحقيق أهداف اتفاق باريس بدون حماية الطبيعة والحفاظ عليها، فالطبيعة هي التي تعزز القدرة على الصمود وتوفر ما لا يقل عن ثلث فرص التخفيف المطلوبة لتحقيق مستهدف تقييد ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية."

استعرضت السيدة رزان المبارك عدة خطوات يمكن للشركات والمؤسسات المالية اتخاذها لتحقيق اقتصاد صديق للطبيعة: ومنها الانضمام إلى حملة السباق إلى الصفر، والتي تتطلب من المشاركين التعهد بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، وتمويل الحلول القائمة على الطبيعة، والكشف عن المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ والطبيعة ودمجها في عملية صنع القرار، وتحديد مستهدفات قائمة على أساس علمي للإجراءات الصديقة للمناخ والطبيعة والإبلاغ عن التقدم المحرز بانتظام.

وفي سياق دعوتها إلى اتخاذ إجراءات فورية قالت سعادة رزان المبارك:

"هذه لحظة حاسمة في التاريخ، والتحديات كبيرة ولا يوجد أمامنا متسع من الوقت. ومع ذلك، يتوفر لدى الشركات والمستثمرين حاليًا أدوات أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في تسريع وتيرة خفض الانبعاثات وتعزيز إجراءات التكيف وإيقاف فقدان التنوع البيولوجي وعكس مساره بحلول عام 2030."

رزان خليفة المبارك تشجع على اتخاذ إجراءات مناخية حاسمة في مؤتمر بون للتغير المناخي

Razan Al Mubarak speaking at the Bonn Climate Change Conference

دعت سعادة رزان المبارك إلى اتخاذ إجراءات مناخية حاسمة من جانب القطاع الخاص والحكومات المحلية والمجتمع المدني، وذلك خلال مؤتمر بون للتغير المناخي  الذي عقد في الفترة من 5 إلى 15 يونيو كجزء من مفاوضات الأمم المتحدة الرسمية بشأن المناخ، ويمثل هذا المؤتمر محطة مهمة تمهيدًا للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف لتغير المناخ (COP28) الذي سينعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر الى 12 ديسمبر من العام الحالي.

 تعمل سعادة رزان المبارك بصفتها رائدة الأمم المتحدة للمناخ لدى مؤتمر الأطراف  COP28 على إلهام وتوحيد جهود الجهات الفاعلة غير الحكومية للقيام بدورها. وفي هذا السياق قالت سعادة رزان المبارك:

"إن هذا العقد من الزمان هو عقد حاسم في جهود التصدي لتغير المناخ وللإجابة عن سؤال مهم: وهو إلى أي مدى نحن مستعدون للتحرك لتأمين مستقبل آمن وصحي ومزدهر لنا ولأبنائنا؟ إن خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030 أصبح ضرورة ملحة لتجنب الآثار المناخية الأشد إيلامًا والأكثر تكلفة. وتتابع سعادة رزان المبارك قائلة: "نعترف بأننا بعيدون عن المسار الصحيح، إلا أن الأوان لم يفت بعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

وهذا هو ما يتوقع أن يظهره  تقرير الحصيلة العالمية، والمرتقب صدوره قبل انعقاد الدورة 28 لمؤتمر الأطراف  COP 28، حيث إن العالم متأخر بالفعل في تنفيذ اتفاق باريس وتحقيق هدفه المتمثل في الحد من الاحترار الناتج عن النشاط البشري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

كما أكدت سعادة  رزان المبارك، التي تشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على أهمية الحلول القائمة على الطبيعة، قائلة "نعلم يقينًا صعوبة تحقيق مستقبل خالٍ من الكربون وصديق للبيئة دون وقف فقدان الطبيعة والتعافي منه". وأشارت كذلك إلى أن جميع المساعي المبذولة لحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ يجب أن تكون شمولية، قائلة في هذا الصدد:

"مثل هذه الحالة الطارئة تتطلب حلاً يشمل مواهب كافة فئات المجتمع ويستغلها أفضل استغلال. بالإضافة الى التحرك المكثف من جانب الشركات والبلديات والمنظمات غير الحكومية والشعوب الأصلية والشباب والنساء ".

اقرأ المزيد عن عمل رواد المناخ بالأمم المتحدة في مؤتمر بون للتغير المناخي.