انتخاب رزان المبارك رئيسًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة

تم انتخاب رزان المبارك في 8 سبتمبر 2021 رئيسة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لولاية مدتها 4 سنوات. شاهد خطاب القبول الذي ألقته صاحبة السعادة السيدة رزان المبارك في ختام المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة لعام 2021 أو اقرأ النص أدناه. 


 الضيوف الكرام، حضرات السيدات والسادة، وزملائي أعضاء الاتحاد،

أعرب عن امتناني ويشرفني حقًا أن أقف أمامكم هذا المساء في الحفل الختامي للمؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة لعام 2021 بصفتي الرئيس المنتخب، وأتعهد بالوفاء بهذه المسؤولية العظيمة، وأن أكون أهلاً للثقة التي منحتموني إياها في هذه اللحظة الحاسمة التي يعيشها كوكب الأرض. 

أودُّ، بادئَ ذي بدء، أن أتوجه بالشكر إلى مدينة مرسيليا ومضيفنا الكريم، جمهورية فرنسا، على حسن استقبالهم وكرم ضيافتهم، وحرصهم البالغ على وضع صحة وسلامة المشاركين على رأس أولوياتهم. وباسمنا جميعًا، أود أيضًا أن أتقدم بالشكر إلى الفريق الرائع في أمانة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على مساهمته المُقدّرة في نجاح هذا المؤتمر.

وكما رأينا، فإن هذا المؤتمر الذي مزج بين المشاركة بالحضور شخصيًا وافتراضيًا، قد تجاوز كل توقعاتنا، سواء من حيث الإقبال، أو من حيث المشاركة في التصويت، إذ تجاوز عدد الأعضاء الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات عددهم في أي من المؤتمرات الثلاثة الماضية

وبدون شك، فإن هذا النجاح هو انعكاس حقيقي للتفاني الاستثنائي الذي أظهره أعضاء الاتحاد للتواصل مع زملائهم ومع أجهزة الاتحاد المختلفة بالرغم من كل التحديات الماثلة، وهو يعكس – في الوقت نفسه- التزامهم الراسخ بتعزيز ودعم قيم الديمقراطية للاتحاد، وحرصهم على توحيد جهودنا وحشدها لحماية الطبيعة. شكرًا لكم جميعًا.

السيد/ برونو، المدير العام للاتحاد: لقد نجحتَ في قيادة الاتحاد والعبور به في ظل جائحة عالمية عصفت بالجميع، وإذ أقدر الجهود التي بذلتموها في الفترة الماضية، فإنني أؤكد أنني سأسعى جاهدة لتولي زمام الأمور وتحمل المسؤوليات الرئاسية بنفس القدر من السرعة والكفاءة. إن مسؤوليتنا المشتركة تفرض علينا أن نكمل بعضنا البعض لتحديد أدوار ومسؤوليات الرئيس والمدير العام بشكل واضح يضمن تحقيق الانسجام على مستوى المجلس، والأمانة، والمكاتب الإقليمية وبالطبع في اللجان الإقليمية والوطنية. ويضمن كذلك أقصى قدر من التآزر والكفاءة في عملنا معًا، بكل شفافية ونزاهة، والشعور بالعزيمة والمسؤولية وعدم إغفال ما تتطلبه الطبيعة من الاتحاد. 

كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بسنوات الخدمة التسع التي قضاها رئيسنا السابق، السيد تشانغ شين شنغ، الذي شرّفنا بحضوره افتراضيًا من الصين طوال مدة هذا المؤتمر، ويواصل إظهار التزامه من خلال أقواله وأفعاله.

كما أتوجه بالتهنئة للمجلس المنتخب حديثًا، وأخبرهم أن عملنا قد بدأ من الآن. حيث سينعقد غدًا أول اجتماع لمجلسنا، وسيكون من المهم أن نؤكد منذ البداية التزامنا المشترك بحماية الطبيعة، ونحدد واجبنا تجاه جميع الأعضاء، والتزامنا بالتعاون والمهنية والأصالة. 

لم يضع الأعضاء ثقتهم فينا لخدمة الاتحاد فحسب، بل لأداء مهمة أسمى وهي خدمة الطبيعة. 

حضرات السيدات والسادة،

لقد اتفقنا جميعًا على أن الطبيعة بحاجة إلى قيام الاتحاد بتكثيف جهوده، وأن يكون لديه رؤية مستقبلية واستعداد لاتخاذ خطوات قوية وجريئة وطموحة. وينبغي ألا يغيب عن بالنا أن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هو الأساس الذي أفرز إلى الوجود مفهوم  "الحفاظ على الطبيعة". وقد حان الوقت لإحياء روح الابتكار، والتأكيد على تبني قيم التعاطف والشمولية والاحترام والتنوع، والإيمان بأنه لا يوجد شيء مستحيل.

حضرات السيدات والسادة،

إن الاهتمام بالطبيعة والتنوع البيولوجي ليس مجرد وظيفة نؤديها، بل هو واجبنا الأخلاقي، ونحن بحاجة إلى الاعتراف من صميم قلوبنا، وبصورة لا تدع مجالاً للشك، بالمساهمات التي تقدمها الطبيعة للإنسانية. ومن واجبنا أن نكافح من أجلها، ليس فقط بسبب ما تفعله من أجلنا، وإنما أيضاً من أجل قيمتها الذاتية والجوهرية.

وأخيرًا، أقف أمامكم كأول امرأة عربية تتولى رئاسة الاتحاد طوال تاريخه. ولهذا، أشكركم جميعًا من أعماق قلبي على ائتماني على هذه المسؤولية الكبيرة، التي ستلهم عدداً لا يُحصى من النساء والشباب في غرب آسيا وشمال إفريقيا وحول العالم ممن يتطلعون إلى تحقيق أحلامهم، فهم المستقبل وأعظم أمل لنا في غد أفضل.

وفي الختام، أتمنى لكم ولأحبائكم الصحة والسلامة، وأتمنى أن تتحلوا بالروح التي سادت هذا المؤتمر طوال الأعوام الأربعة القادمة لضمان تقدم الاتحاد نحو تحقيق رسالته ونهوضه بها بقدر كبير من الإصرار والعزيمة والأمل التي تتطلبها هذه المرحلة. 

شكرًا جزيلًا لكم.

رسالة مصورة من رزان المبارك، المرشحة لرئاسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة

يمثل اليوم اللحظة التي كنا ننتظرها جميعًا لفترة طويلة، وهي افتتاح المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة. وقد تعهدنا جميعًا بالمشاركة والتفاعل والتصويت سواء كان وجودنا في المؤتمر شخصيًا أو افتراضيًا. وذلك لأننا لا نحمل رسالة الاتحاد ورؤيته ووعده في قلوبنا وفي أذهاننا فحسب، بل لأن هذه حقًا لحظة حاسمة في التاريخ يجب علينا استثمارها بأفضل طريقة ممكنة لوضع قضية الحفاظ على الطبيعة على رأس جداول أعمال الاستدامة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على علم وفن الحفاظ على الطبيعة من خلال إتاحتها للجميع. وقد حان الوقت الآن للاتحاد لإعادة إثبات وجوده وتأكيد مكانته وتأثيره على الساحة العالمية واستعادة الرؤية العظيمة للاتحاد، التي التزمنا جميعنا فيها.

وإذا ما تم انتخابي، فسأكون ثاني امرأة تقود الاتحاد طوال تاريخه الممتد على مدار 75 عامًا، وأول رئيسة من غرب آسيا. وأعلم من واقع تجربتي أن تنوع الآراء يعني القوة؛ وإذا ما تم انتخابي، فسأسعى جاهدة نحو بناء اتحاد أكثر تنوعًا وشمولية واستباقية.. اتحاد من الأعضاء ولصالح الأعضاء.. اتحاد يشعر بالمسؤولية تجاه الأولويات والأهداف التي تتطلبها هذه اللحظة ويحتاج إليها المستقبل.

وبانتخابي الرئيسة القادمة للاتحاد، سأضع خبرتي الواسعة والمتنوعة، التي تتجاوز العقدين في مجال الحفاظ على الطبيعة في كل من القطاعين العام والخاص في خدمة الاتحاد. وقد أصبحت أكثر إدراكاً ووعياً لحجم التحديات التي تواجه الاتحاد بفضل مشاركتي التي استمرت طيلة 20 عامًا مع الاتحاد كعضو وكمانح هيكلي، وكداعم قوي للجنة بقاء الأنواع. وسأسعى جاهدة لتقديم رؤية حديثة وحيوية لمعالجة هذه التحديات.

يجب علينا جميعًا الاتفاق على أنه لم يعد هناك وقت للمماطلة، ويجب علينا أن نتحلى بالجرأة وبالسرعة والابتكار، وأن نتسلح بالتفاؤل والتواضع لتمكين الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من زيادة نشاطه وتعزيز فاعليته في الدفاع عن قضايا الحفاظ على الطبيعة، وأنا على قناعة تامة بقدرتنا، معًا، على القيام بذلك، وبقدرتنا على تحقيق النجاح، فمثلما هي الطبيعة بحاجة إلينا، فإننا كذلك بحاجة إلى الطبيعة.

الرجاء الإدلاء بصوتك أينما كنت. وشكرًا مرة أخرى على تفهمكم ودعمكم. وقد تشرفت حقًا بالتعرف اليكم عن قرب والتحدث معكم طوال مدة الحملة.